اختيار بين بارما و بولونيا من أجل هروب حضري يشبه معضلة مثيرة. هاتان المدينتان في إميليا – ريجيو تجسد عوالم متميزة، حيث يتداخل التراث والثقافة بشكل رائع. بارما تأسر بأناقتها وفنها الطهوي، بينما بولونيا تأخذ بالألباب بصخبها وتراثها الجامعي. كل وجهة تثير أجواء فريدة، مميزة بخطوط تاريخية لا تمحى. يتطلب تقييم جاذبيتهما المتبادلة استكشاف الفروق الدقيقة التي تحددهما.
النقاط البارزة
بارما: مدينة هادئة وأنيقة، مشهورة بـتراثها الطهوي.
معروفة بـلحم الخنزير المحلي وبارميجيانو ريجانو.
معالم استثنائية: بيازا دوومو، وكنيسة وكثير من البلاطات الراقية.
مسقط رأس جوزيبي فيردي، مع مهرجان أوبرا كل عام.
بولونيا: عاصمة نابضة، معروفة بـفن الطهو وجامعتها التاريخية.
مهد التاجليات الياردة و المورتاديللا.
جو شاب، بفضل عدد الطلاب فيها.
معمارياً، مدينة معروفة بـالأقواس وبيازا ماجوري.
سهولة الوصول من مدن إيطالية كبرى أخرى.
اختيار بين الهدوء والرقى في بارما أو الاهتزاز الثقافي في بولونيا.
بارما، تجسيد الرقي وفن الطهو #
على بعد 120 كيلومتر من ميلانو، تبرز بارما بجوهر الأناقة الموجودة فيها. هذه الجوهرة في إميليا – ريجيو تتباهى بتاريخ غني يمتد إلى الألفية الثانية قبل الميلاد. معروفة بـتراثها الطهوي، المدينة هي مهد لحم الخنزير الشهير *بارما* و *بارميجيانو ريجانو*. تقدم التراطوريس المحلية أطباقًا لذيذة ومتنوعة، من *تورتيللي دي إيربيتا* إلى *أنوليني إن برودو*. كل قضمة في قلب بارما تمثل احتفالًا بالتقاليد الطهو العريقة.
تراث معماري يقطع الأنفاس #
التراث المعماري في بارما يثير الإعجاب، حيث تتجسد من خلال البلاطات المهيبة التي تشهد على ماضيها المجيد. بيازا دوومو هي مشهد معماري يتسم بجمال نادر. تكشف الكاتدرائية والمعمودية، ذات الطراز الروماني اللومباردي، عن فن استثنائي، لا سيما بفضل الجداريات الساحرة للكورجي. يضم بالازو ديلا بيلوتا المعرض الوطني المرموق، حيث تعرض تحف ليوناردو دافنشي للإعجاب الزوار.
À lire فهم كيفية عمل نظام نصائح السفر التابع لوزارة الخارجية
لحن الفنون في بارما #
بارما هي موطن لأحد المشهورين من الملحنين، *جوزيبي فيردي*، الذي يتجلى عبقريته الموسيقية عبر المدينة. كل خريف، يثير مهرجان فيردي إعجاب عشاق الموسيقى مع عروض استثنائية للأوبرا. يقدم Teatro Regio، الجوهرة المعمارية، برنامجاً على مدار العام يتمتع بجمال جريء.
بولونيا، مركز ثقافي نابض #
بولونيا، النابضة والحسية، تمتد لأكثر من ساعتين بالسيارة من بارما. هذه المتروبول، التي يبلغ عدد سكانها 388000 نسمة، تؤكد نفسها كعاصمة الطهو في شمال إيطاليا. شهرة *التاجليات بالراكوت* و *التورتيليني* لا تقارن. يقدم Mercado di Mezzo، في قلب كوادريلاتيرو، سمفونية حقيقية من النكهات المحلية التي يمكن اكتشافها بشكل سريع.
تراث جامعي لا يضاهى #
تمنح جامعة بولونيا، التي تأسست في 1088، للمدينة جوًا شابًا ونشيطًا. تتجسد الأزقة في الحي الجامعي بروح إبداعية. يتواجد الفنانون والطلاب والمثقفون بينهم. تدعو الحانات الحيوية والمقاهي إلى الاسترخاء بعد يوم من الاستكشاف، بينما تنظم المهرجانات الفنية حياة بولونيا الثقافية على مدار العام.
هندسة ملونة ورمزية #
بولونيا، المعروفة بـ “المدينة الحمراء” بسبب أسطحها وواجهاتها الرمزية، تأسر بتصميمها المعماري الفريد. تمتد على 40 كيلومترًا، تقدم الأقواس ممشى مظلل، مُزينًا بكنوز معمارية، مثل بيازا ماجوري وكنيسة سان بيترو. تظل أبراج أسينيللي وغازيندا، رموز القوة الإقطاعية، مرتفعة بفخر، تشهد على عصر من المنافسة الأرستقراطية.
À lire إضراب السكك الحديدية الفرنسية في 8 مايو: دليل عملي للحصول على تعويض عن تذكرة قطارك
المعضلة: هدوء راقٍ أم اهتزاز ثقافي؟ #
اختيار بين بارما وبولونيا يعتمد على توقعات المسافر. ستأسر بارما عشاق *فن الطهو الرائع* والفن الكلاسيكي الذين يبحثون عن الهدوء. أما بولونيا، فتستجيب لرغبة في الاهتزاز الثقافي والحيوية. بالنسبة للنقل، فإن بولونيا، بفضل موقعها المركزي، تمثل نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف شمال إيطاليا، بينما تبرز بارما، الأقرب، بسحرها الخفي.